بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد المبلغ الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمَّا بعد: فمن فضل اللَّه على هذه الأمة أن قيض فيها علماء تتابعوا على مر الزمن يرفعون لواء الدين ويذودون عن حياضه الطاهرة.
وقد حظي التراث الإباضِيَّ بنمط خاص من الكتابة التأريخية يتمثل في إسناد حمل أمانة الدين عامة ونقل علوم الشريعة عبر العصور في سلسلة نقية من العلماء الأجلاء أو ما يُعرَف بنسب الدين وهو (ضرب من السير عند الإباضِيَّة يُعنى بتوثيق العلماء الذين حملوا العلم والدين من لدن رسول اللَّه -صَلَّى اللَّه عليهِ وسَلَّم- حتى وقتنا الحالي).
ولا يعني هذا تقديس العلماء ونبذ التجديد في علوم الشريعة أو توقيف صحة الدين على هذا النسب فقد حرص الإباضِيَّة منذ بداية دعوتهم على الاعتماد على مصادر الشريعة الإسلاميَّة واتباع الدليل بغض النظر عن قائله خلفًا عن سلف.
وقد جاء هذا التطبيق - بتُوفِّيَق اللَّه - لعرض تراجم بعض أولئك الأعلام ممن جازت عليه سلسلة نسب الدين من العلماء العمانيين المشارقة.
وما هذه التراجم التي وصلت إلينا إلا غيض من فيض من شذى سيرهم العطرة وصفحاتهم الناصعة لنتأمل حالهم ونقتدي بهداهم ونكتسب منهم القيم الرفيعة كالعدل والتقوى والاجتهاد والتسامح وغيرها من الفضائل في زمن كثرت فيه الانحرافات الفكرية.
ثم أُلحق بكل قرن شذرات مختارة من المقالات والقصائد والسير الإباضِيَّة تُبَيِّنُ شيئا من منهجهم وملامح من فكرهم.
وتسهيلا لمن أراد التوسُّع في مواضيع هذه المقالات ألحقنا صفحة بعنوان “مكنون الروابط “تجدها بعد الدخول إلى زر” عن البرنامج”.
أئمة حفظ الدين الحنيف بهم//من يوم قيل لدين اللَّه أديان
صيد سراة أباة الضيم أسد شرى//شمس العزائم أوَّاهوان رهبان
سفن النجاة هداة الناس قادتهم//طهر السرائر للإسلام حيطان
مسومين لنصر اللَّه أنفسهم//أرواحهم في سبيل اللَّه قربان
سيماهم النور في خلق وفي خلق//وهديهم سنة بيضاء تبيان
مقيدون بحكم اللَّه حكمتهم//وهمهم حيثما كان الهدى كانوا
أولئك القوم أنواري هديت بهم//عقبى محبتهم عفو وغفران
أئمتي عمدتي ديني محجتهم//غوثي اذا ضاق بي في الكون أمكان
ختامًا، جزى اللَّه خيرا كل من ساهم في إعداد هذا التطبيق، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.